المجلس الأعلى للفتوى والظالم الجديد: آن للإسلام أن يمد رجله(تفاضيل)

جمعة, 08/18/2017 - 13:46

أجاز استفتاء الخامس أغسطس2017، دمج المجلس الإسلامي الأعلى، ووسيط الجمهورية، والمجلس الأعلى للفتوى والمظالم، في هيئة دستورية موحدة، وهذا يعني أن المشرع قرر لأول مرة ، انشاء هيئة وطنية التدبير الديني، للجمهورية الإسلامية الموريتانية، تجمع مجالات :" تنظيم الفتوى، وحل المظالم والنزاعات، و رؤى الإرشاد والتوجيه الديني بالتي هي أحسن" .

59 سنة ، قدمت فيها الدولة الوطنية للمستعمر ، ولأذنابه، الكثير: لغة، وتشريعات ، وموارد، وهوايات، وتحالفات، ومواقف، و"جواسيس، ومومسات ، وجواميس".

زهاء60 سنة، لم يعط فيها وسام شرف لعالم، ولا تأمينا لأرملة شهيد، ولم يقدم فيها تأبينا لمقاوم للمستعمر، وأبناء عناق مداد العلماء ودماء الشهداء عفت ديارهم من رعاية حكومات استقلال "النشيد والعلم"... واستهزئ بهم أيما استهزاء، فكان " المفسدون" ، يمنعونهم من الوظيفة العمومية ، ومن مراكز القرار، ومن منح الدولة ، ومن خيرات الجمهورية ، ويضيقون بهم ذرعا ويعيرونهم..(بأهل العربية لموسخين)... تربت ألسنتهم، وغلت أيديهم بما قالوا .. تعرفونهم ..انهم سكارى "أم الخبائث"، و ندماء "السحرة والكهان، والقلنسوة والصلبان"...(لا خير في كثير من نجواهم)..(لن يضروكم الا أذى).. واذا دعوا (لووا رؤوسهم) غيا، واذا قيل لأحدهم (اتق الله أخذته العزة بالإثم) رياء، وتكبرا.

أكثر من عقدين ، أنصفت الجمهورية كل "كادح"، وعزرت كل :"كالح" باسم الحركة ، أو الشريحة ، أو القبيلة ، أو الجهة، أو الطائفة، أو الحزب، وكل "ناعق" باسم المدنية ، والحرية ، والديمقراطية، والتعددية ، والحقوقية، ومنحت الوزارات والمؤسسات، ورسم الخطط، وتدجين المدرسة ، وأبواق الاعلام ، قسمة ضيزي، بين الحفاة العراة ..من الدين والأخلاق..

وجوع من كرس نفسه لخدمة وحدتنا الترابية ، و همش من وقف في الثغور ليحمي رايتنا، وأمن مواطنينا، و ترك هملا من بذل عمره ينشر دين الله لا يريد الا وجهه، لايريد سلطة ولاجاها ولاتحزبا ولا ثروة، و نسي (الأميلزة) من قضى نحبه يبلغ رسالات الله ، لا يخشى الا الله، من "أهل الدعوة اليابسة".، فقد فضلت حكومات الظل عليهم،" من خان الأمانة، و باع الديانة" بدراهم معدودة، وكان في نهج ( المقاومة والتضحية) من الزاهدين.

موريتانيا الجديدة اليوم، آن للمخلصين، والمخلصين من علماء الأمة العدول، وأبناء شهداء الأرض والعلم، أن يمدوا أرجلهم فيها، طولا وعرضا، وهذا يتطلب من الحكومة والبرلمان الجديدين، الوفاء لكل من قاوم من كل أبناء شعبنا، ولكل الشهداء من أبناء جلدتنا، من أجل الحفاظ على هويتنا الثقافية ، وصون أصالتنا .. عربا وعجما،حملة سيف أو حملة قلم.

ونظراً لما تتسم به صورة العمل الديني في الوقت الحاضر، محليا وعالميا،فلا بد من انجاز مقاربة تجديد وترشيد ، تجمع بين أسس فكر السلم، وآليات الصلح، و ميكانيزمات الاصلاح الديني، وأن تكون هذه المقاربة الموريتانية، نابعة من شريعتنا الإسلامية الغراء.، ولأننا ندرك حسن اختيارات فخامة الرئيس عزيز الأحمد، وبرهنت تجارب " الشد والجذب" على فطنة وإخلاص وحكمة العلامة الثبت محمد المختار ولد امباله ، وصحبه في المجلس، فتحن نعول عليهم في رفع التحدي الكبير، وكسب الرهان الأكبر.

لقد تطور فقه النوازل عبر الخمسة عشر قرنا من تاريخ أمتنا المسلمة، منذ عصر الصحابة مع معاذ بن جبل - رضي الله عنه - حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وقد قدم الصحابة كأبي بكر وعمر وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم في حل تلك النوازل نصوص القرءان والسنة، وعند عدم ورود نص قدموا الاجماع ، والجمع بين النصوص ، و المصلحة حيث لا نص.

وقد تطور البحث في أصول الفقه، والجمع بين أدلة النقل وأدلة العقل ، منذ وضع الامام الشافعي أول مؤلف في الأصول (الرسالة ق2 الهجري)، وحرر مراجع الأصول فيها ، و وأجملها في : (القرءان، السنة، الاجماع، القياس ، الاستحسان، واللغة العربية).، وقد أجمع المسلمون على نبوغ، هذا الامام(المطلبي الشافعي)، وان كان الحنفيَّة خالفوه في الأخْذِ بالاستحسان ، والمالكية خالفوه في الأخْذِ بعملِ أهل المدينة كمصدر من مصادر فقهِهم، كما خالفوه في الأخْذ بالذرائع، والمصالح المرسَلة.

واعترف بمنزلة الامام لشافعي التأسيسية، علماء كل مذهب في مؤلفاتهم، وتباروا في وضع أسس الجاذبية الفكرية ، المؤسسة لاستقرار الدول والمجتمعات المسلمة ، التي تضم دون اكراه ، وتقدم الحلول بالأدلة، ولإدراك الجهد الفكري الكبير الذي بذله العلماء المسلمون في كل العصور ، من عهد الامام الشافعي ، الي عهد الامام المجدد الشيخ عبد الله بن بيه نذكر سبيل التأكيد ، أهم المؤلفات التي قدمها كبار علماء الأمة المسلمة بكل فخر واعتزاز: